ون تو (زيوريخ) متابعة: فشل الإتحاد الدولي لكرة
القدم في حسم القضية الخلافية بين المنتخبين المصري والجزائري، التي أثارت
جدلا واسعا في العالم العربي بشكل خاص، والعالم بصفة عامة، فقرر تأجيل
قراره حول المزاعم المتبادلة حول مباراتي الخضر والفراعنة في القاهرة
والخرطوم، على أن تصدر لجنة الانضباط قراراها في مايو المقبل.
وبحسب مصادر صحفية فقد تلقى الإتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر،
خطابا من الفيفا يخبره فيه بتأجيل موعد اجتماع لجنة الانضباط إلى موعد لاحق
خلال شهر مايو المقبل، وهو ما يعني أن سفر زاهر إلى سويسرا اليوم لن يكون
ذا اهمية، وهو الأمر الذي يؤكد أنه سيؤجل رحلته التي كان من المفترض أن
يحضر خلالها جلسة الاستماع الثانية أمام مسؤلي الفيفا بشأن أزمة مباراتي
الجزائر في القاهرة والخرطوم ضمن تصفيات كأس العالم 2010.
كانت هيئة الاستماع بلجنة الانضباط بالإتحاد الدولي لكرة القدم، قد عقدت
جلسة أولى الشهر الماضي استمرت لأربع ساعات متواصلة، واستمعت اللجنة إلى
آراء وتوضيحات المسؤلين في الاتحادين المصري والجزائري وأجرت اللجنة
تحقيقات للتوصل إلى كل التفاصيل المتعلقة بالمباراتين.
ومن المقرر أن تقدم لجنة الانضباط قراراها إلى المكتب التنفيذي للاتحاد
الدولي والذي سيحدد فى فترة أقصاها خمسة أيام قرارات اللجنة أو المطالبة
بتقديم المستندات الكافية من الطرفين.
من جانبها قالت صحفية الشروق الجزائرية أن الاتحاد الدولي سيضطر إلى معاقبة
المنتخب المصري بلعب مباراتين أو ثلاث في تصفيات مونديال البرازيل 2014
خارج ميدانه وغرامة مالية تقدر بحوالي 100 ألف دولار مع إلزام الطرف المصري
بتقديم الاعتذار للطرف الجزائري بصورة رسمية. وقالت أن المسؤول الأمني
السويسري والتر غاغ ومندوب المباراة رئيس الاتحاد السوداني كمال شداد قد
أدانا الطرف المصري.
يذكر أن الإتحاد الدولي
لكرة القدم يدرس المزاعم المتبادلة بين الطرفين المصري والجزائري، بغض
النظر عن إستباق الصحافة الخضراء للنتائج، حيث أن مباراة السودان تركت في
النهاية آثارا سلبية للغاية على صورة الخضر، فيما لم يحدث الأمر مع
الفراعنة بعد مباراة القاهرة، وهو الأمر الذي ظهر مع الدعوات التي أطلقتها
العديد من الجهات المسئولية في كل من لندن وواشنطن، والتي تحذر الجزائر من
العنف في المونديال، ومطالبة السلطات الجزائرية بالتأكد من هوية الجماهير
التي ستلحق بمحاربي الصحراء، وهو أمر لم يطلبه أحد من السلطات المصرية على
الإطلاق مثلا بالنسبة للمباراة التي جمعت الفراعنة بالمنتخب الإنجليزي في
ويمبلي مؤخرا. الأمر الذي يعني ان صورة العنف الجزائري لم تعد مجالا
للنقاش، فيما بقيت صفحة الفراعنة بيضاء خالية من أي إتهامات بالعنف، وهو
قرار أقوى من قرار الفيفا، خاصة وأنه صادر عن جماهير كرة القدم حول العالم
بأسره.
وحتى لو لم يتم توقيع عقوبة على المنتخب الجزائر، فإنه سيكون في حاجة كبيرة
إلى تحسين صورته، في المونديال، بعد أن أصبح العنف الجزائري مرادفا لكرة
القدم في العالم بأسرة، الأمر الذي سيلقي بظلاله السيئة على صورة المنتخبات
العربية بصفة عامة، لو لم يتحلى أنصار الخضر في المونديال بضبط النفس على
الأقل لحين نهايته.